فصل: الصرف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الفوائد:

1- {فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ}.
أ- في هذه الآية ورد فعل الشرط وجوابه فعلين ماضيين والحق أن فعل الشرط وجوابه إما أن يكونا فعلين مضارعين أو فعلين ماضيين أو فعلين مختلفين أحدهما مضارعا والثاني ماضيا. وقد وردا في هذه الآية ماضيين كل منهما في محل جزم.
ب- للنحاة رأي دونوه في باب الموصول مفاده أن من للعاقل وقد ترد لغيره مجازا فإن كان المجاز علاقته التشبيه كان استعاره وإن كانت علاقته غير التشبيه كان مجازا مرسلا. كقول الشاعر:
أسرب القطا هل من يعير جناحه ** لعلي إلى من قد هويت أطير

وقد ارتضى بعض النحاة أن يقال من للعالم بدلا من العاقل.
وإذا لم تتضمن من وما معنى الشرط فليستا بشرطيتين وإنما هما موصوليتان أو استفهاميتان.
ج- لقد دأب علماء الفقه والاجتهاد على شرح وبيان آيات الجهاد والهدف الذي يرمي إليه هذا الحكم من أحكام الإسلام. فقالوا: الجهاد في سبيل العقيدة لحمايتها من الحصار وحمايتها من الفتنة، وحماية منهجها وشريعتها في الحياة. وإقرار رايتها في الأرض بحيث يرهبها من يهم بالاعتداء عليها، وبحيث يلجأ إليها كل راغب فيها لا يخشى قوة ولا تمنعه فتنة. هذا هو الجهاد الذي يأمر به الإسلام ويثيب عليه ويعتبر من يقتل في سبيله شهيدا.
ويحدده قوله تعالى: {وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.
وإليكم بعض ما ورد عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بتحديد آداب الجهاد في سبيل اللّه.
أورد الشيخان أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النساء والصبيان.
وعن ابن مسعود رضي اللّه عنه: أعفّ الناس قتلة أهل الإيمان أي المحاربون المؤمنون، وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يوصي الغزاة بقوله: «اغزوا باسم اللّه في سبيل اللّه، قاتلوا من كفر باللّه، اغزوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا».

.[سورة البقرة: آية 195]:

{وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)}.

.الإعراب:

الواو عاطفة {أنفقوا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل {في سبيل} جارّ ومجرور متعلّق ب {أنفقوا} {اللّه} لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو عاطفة لا ناهية جازمة {تلقوا} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل {بأيدي} جارّ ومجرور متعلّق ب {تلقوا} بتضمينه معنى ترموا بأيديكم، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة وكم ضمير مضاف إليه {إلى التهلكة} جارّ ومجرور متعلّق بفعل تلقوا الواو عاطفة {أحسنوا} مثل أنفقوا إنّ حرف مشبّه بالفعل {اللّه} لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب {يحبّ} مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو {المحسنين} مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة: {أنفقوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا اللّه في الآية السابقة.
وجملة: {لا تلقوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة أنفقوا.
وجملة: {أحسنوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة أنفقوا أو استئنافيّة.
وجملة: {إنّ اللّه يحبّ} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {يحبّ المحسنين} في محلّ رفع خبر إنّ.

.الصرف:

{تلقوا} فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى تدلوا في الآية [188] من هذه السورة.
أيدي: جمع يد، اسم جامد.. وفيه حذف لام الكلمة وأصله يدو أو يدي.. فإن كان يدو فجمعه أيدو وبكسر الدال ثمّ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها فقيل أيدي انظر الآية 79 من هذه السورة.
{التهلكة} مصدر سماعيّ لفعل هلك يهلك باب ضرب. والتهلكة من نوادر المصادر وليس مما يجري على القياس.
{المحسنين} جمع المحسن، اسم فاعل من أحسن الرباعيّ على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره انظر الآية 112 من هذه السورة.

.البلاغة:

{وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ} أي ولا تلقوا أنفسكم بأيديكم، وقيل:
{بأيديكم} أي بأنفسكم على سبيل المجاز المرسل فعبّر بالأيدي وهي الجزء وأراد الأنفس وهي الكل. فالعلاقة جزئية.

.الفوائد:

1- للمفسرين أقوال كثيرة في معنى قوله تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.
يطيب لي أن أقدم للقراء واحدا منها:
قال أبو أيوب الأنصاري: نحن أعلم بهذه الآية، إنما أنزلت فينا: صحبنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فنصرناه، وشهدنا معه المشاهد، وآثرناه على أهلينا وأموالنا وأولادنا، فلما وضعت الحرب أوزارها رجعنا إلى أهلينا وأولادنا وأموالنا نصلحها ونقيم فيها، فكانت التهلكة، الاقامة في الأهل والمال وترك الجهاد. هكذا ورد النص.
لقد أوردت هذا الرأي وهذا الحديث لما قد أمعنّا فيه وأوغلنا من الانهماك في سبيل المادة لا نتحرّى موردها، ولا مآلها، ولا مصدرها، ولا مصرفها الأمر الذي صرفنا عن أسباب المجد وطلب المعالي وأطمع فينا كل طامع ونتيجة ذلك فقد القينا بأيدينا إلى التهلكة.

.[سورة البقرة: آية 196]:

{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (196)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {أتموا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل {الحجّ} مفعول به منصوب {العمرة} معطوف على الحج بالواو منصوب مثله {للّه} جارّ ومجرور متعلّق ب {أتمّوا} الفاء عاطفة إن حرف شرط جازم {أحصرتم} فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و(تم) ضمير في محلّ رفع نائب فاعل الفاء رابطة لجواب الشرط ما اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ وخبره محذوف تقديره واجب عليكم، {استيسر} فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو {من الهدي} جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل استيسر الواو عاطفة لا ناهية جازمة {تحلقوا} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل رؤوس مفعول به منصوب وكم ضمير مضاف إليه {حتّى} حرف غاية وجرّ {يبلغ} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى {الهدي} فاعل مرفوع وعلامة الرفع الضمّة الظاهرة محلّ مفعول به منصوب والهاء ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل أن يبلغ... في محلّ جرّ متعلّق بتحلقوا.
جملة: {أتمّوا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أحصرتم} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أتمّوا.
وجملة: واجب عليكم {ما استيسر} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {استيسر} لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة: {لا تحلقوا} لا محلّ لها معطوفة على الجملة الاستئنافيّة.
وجملة: {يبلغ الهدى} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المضمر.
الفاء عاطفة من اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ كان فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو من حرف جرّ وكم ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من اسم كان {مريضا} خبر كان منصوب أو حرف عطف الباء حرف جرّ والهاء ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم {أذى} مبتدأ مؤخّر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف من رأس جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت لأذى، والهاء ضمير مضاف إليه الفاء رابطة لجواب الشرط فدية مبتدأ مرفوع، وخبره محذوف تقديره عليه فدية {من صيام} جارّ ومجرور متعلّق بنعت لفدية {أو} حرف عطف {صدقة} معطوف على صيام مجرور مثله، وكذلك {نسك}.
وجملة: {من كان منكم مريضا} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تحلقوا..
وجملة: {كان منكم مريضا} في محلّ رفع خبر المبتدأ من وجملة: {به أذى} في محلّ نصب معطوفة على خبر كان.
وجملة: عليه {فدية} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
الفاء عاطفة إذا ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب وهو معنى الاستقرار أي فعليه ما استيسر أي يستقرّ عليه الهدي {أمنتم} فعل ماض مبنيّ على السكون..
و(تم) ضمير فاعل الفاء رابطة لجواب الشرط إذا من اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ تمتّع فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو بالعمرة جارّ ومجرور متعلّق بتمتّع، إلى الحجّ جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل تمتّع أي تمتّع مستمرّا بالتمتّع إلى الحج الفاء رابطة لجواب الشرط من {ما استيسر من الهدي} مثل الأولى في الآية ذاتها الفاء عاطفة من مثل الأول لم حرف نفي، {يجد} مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو الفاء رابطة لجواب الشرط من صيام مبتدأ مرفوع والخبر محذوف تقديره عليه صيام {ثلاثة} مضاف إليه مجرور {أيّام} مضاف إليه مجرور {في الحجّ} جارّ ومجرور متعلّق بصيام الواو عاطفة {سبعة} معطوف على ثلاثة مجرور مثله {إذا} ظرف للزمن المستقبل مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق بصيام {رجعتم} فعل ماض وفاعله.
جملة: {إذا أمنتم} من الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان منكم مريضا..
وجملة: {أمنتم} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {من تمتّع} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وهو إذا.
وجملة: {تمتّع بالعمرة} في محلّ رفع خبر المبتدأ من.
وجملة: عليه {ما استيسر} في محلّ جزم جواب الشرط من مقترنة بالفاء.
وجملة: {من لم يجد} لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط فمن تمتّع وجملة: {لم يجد} في محلّ رفع خبر المبتدأ من.
وجملة: عليه {صيام} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {رجعتم} في محلّ جرّ مضاف إليه.
تي اسم إشارة مبنيّ على السكون الظاهر على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب عشرة خبر مرفوع كاملة نعت لعشرة مرفوع مثله ذا اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ والإشارة إلى الحكم المذكور واللام للبعد والكاف للخطاب اللام حرف جرّ من اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذا لم حرف نفي وقلب وجزم {يكن} مضارع ناقص مجزوم أهل اسم يكن مرفوع والهاء ضمير مضاف إليه {حاضري} خبر يكن منصوب وعلامة النصب الياء وحذفت النون للإضافة {المسجد} مضاف إليه مجرور {الحرام} نعت للمسجد مجرور مثله.
وجملة: {تلك عشرة كاملة} لا محلّ لها اعتراضية.
وجملة: {ذلك لمن لم يكن} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {لم يكن أهله} لا محلّ لها صلة الموصول.
الواو استئنافيّة {اتّقوا} فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل {اللّه} لفظ الجلالة مفعول به منصوب الواو عاطفة {اعلموا} مثل اتّقوا {أنّ} حرف مشبّه بالفعل {اللّه} لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب {شديد} خبر مرفوع {العقاب} مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤوّل من {أنّ} واسمها وخبرها سدّ مسدّ مفعوليّ اعلموا.
وجملة: {اتّقوا اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اعلموا} لا محلّ لها معطوفة على جملة اتّقوا اللّه.